رامز جلال..10 سنوات من مقالب «أكتر شراني في مصر»
محمد حسن
في تتر آخر برنامج مقالب له "رامز مجنون رسمي"، أعلنها رامز جلال بوضوح، متحديًا الجميع: "سنة ورا سنة ورا سنة وأنا بحفر اسمي.. بقا ماركة مسجلة".
10 سنوات من مقالب لرامز جلال جعلته رقما له وزنه في سوق المشاهدة خلال شهر رمضان، وما يعنيه ذلك من جماهيرية وإعلانات، أي أنه "الفرخة التي تبيض ذهبا" في رمضان، على قمة البرامج الترفيهية.
بدأ رامز جلال سلسلته مع برامج المقالب المسجلة باسمه بـ"رامز قلب الأسد" 2011، "ثعلب الصحراء" 2012، "عنخ آمون" 2013، "قرش البحر" 2014، "واكل الجو" 2015، "بيلعب بالنار" 2016، "تحت الأرض" 2017، "تحت الصفر" 2018، "في الشلال" 2019، و"رامز مجنون رسمي" 2020.
ظاهرة لافتة يمثلها رامز، صاحب الـ47 سنة، إذ يبدو أصغر من سنه كثيرا، "ولدا شقيا" يتمتع بحيوية ويقفز من هنا لهناك، ويدبر المقالب ويتلقى الضربات الغاضبة من ضحاياه.
صاحب الـ47 سنة «ولد شقي وطائش» دائمًا.. والمقالب تجعله أصغر من سنه
رامز وبرنامجه الـ11 في رمضان.. ومحاولة إيقافه من «الإعلاميين» فشلت
وُلد رامز جلال في20 أبريل 1973، وهو خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، دفعة 1995، بدأ ممثلًا في أدوار متنوعه بين الكوميديا والتراجيديا، قبل أن يعلن انطلاقته بطلا مطلقا في فيلم "أحلام الفتى الطائش" عام 2007.
"الطيش" و"الشر اللذيذ" هو الصورة الذهنية الراسخة عن رامز جلال في أذهان المشاهدين، ربما لو شاهدت الآن أدواره السينمائية والتلفزيونية "الرزينة" ستضحك لأنك ستربطها على الفور بالكوميديا و"المقالب الشريرة" التي ينجح فيها منذ أكثر من عقد.
أوحد في مجاله على مستوى مصر والعالم العربي، هكذا حقق رامز جلال النجاح تلو الآخر، وبينما كان آخرون يحاولون منافسته في مجاله، وصل هو إلى القمة بينما تراجعوا هم وبدت "مقالبهم" سخيفة ومقلدة، بينما بات هو "ماركة مسجلة" في رمضان.
رغم ذلك، لا يسلم رامز جلال من انتقادات وهجوم وجدل سنوي مع كل نسخة جديدة من برنامجه: اتهامات بالعنصرية والتنمر، تسريبات من ضيوف رفضوا الظهور في برنامجه، دعاوى قضائية في طريقها لساحات المحاكم لمقاضاته شخصيا أو اختصام الشركة المنتجة.. ومع كل ذلك يكمل رامز طريقه ولا يتوقف.
آخر أزمات رامز جلال والتي هددت بمنع عرض برنامجه المقبل، هو قرار نقابة الإعلاميين برئاسة طارق سعدة، بوقف "رامز" عن العمل لحين حصوله على تصريح مزاولة المهنة من النقابة.
القرار الذي قال "سعدة" إنه يركز على "رامز" وليس قناة "إم بي سي مصر" العارضة لعدة نسخ من برامجه، لاسيما النسخة الأخيرة "رامز مجنون رسمي"، بينما يدافع محامي الفنان بأن البرنامج "عمل ترفيهي" بحسب قانون المهن التمثيلية، أي أنه في مقالبه "يمثل" ولا "يذيع".
أرسل نقيب الإعلاميين قراره إلى مجموعة قنوان "إم بي سي" التي يعرض عليها البرنامج، مرفقا إياه باعتراضات مستشفى الأمراض النفسية والعصبية التي اعتبرت أن مسمى ومحتوى "رامز مجنون رسمي" أضر بمشاعر العديد من المرضى.
لكن قوة موقف رامز جلال تتأتى من هذا الرد الذي قدمته "إم بي سي"، إذ قالت إن القرار لن يطبق عليها لأنها مجموعة قنوات غير مصرية تبث من الإمارات، وإنتاج وموقع تصوير البرنامج إماراتي خالص.
الأمر وصل إلى ساحات المحاكم، لكنه انتهى بحكم محكمة القضاء الإداري بإنهاء الخصومة بين رامز جلال وبين نقابة الإعلاميين، لحين تقنين أوضاعه معها، وعليه سحب النقيب أمام المحكمة قراره وأصبح "إيقاف رامز" كأن لم يكن.
لكن ما يبدو أغرب، هو ما يبدو أنه "تناقض جماهيري" تجاه ما يفعله، فمن ناحية تظهر إشارات نفور من برنامجه في حين يحتفظ بنسب مشاهدات قياسية.. ما السر إذن؟ ربما تسمع أحدهم جالسا بعد الإفطار أمام التلفزيون على مقهى أو في منزل يطلق الشتائم ضد ما يفعله هذا "المجنون" لكنه لا يستطيع أن يحول الريموت إلى قناة أخرى.
من ناحيته، لا يبدو أن "رامز" يتوقف كثيرا عن كل هذا، بدليل ظهوره السنوي قبيل عرض أولى حلقات برنامجه، وحديثه بهدوء عن إصراره على النجاح ودعواته لله بـ"التوفيق"، متبنيًا مفهوما خاصًا عن "الشر" بنوعه اللذيذ، ليصبح عن جدارة "أكتر شراني في مصر" كما يصف نفسه.